الاثنين، 7 فبراير 2011

دموع المرأة ضعف يزيدها قوة









ما بين الفرح والحزن تظل الدموع أحد الوسائل الفعالة للتعبير عن الانفعالات والمشاعر المتناقضة ،ويحذر الخبراء من خطورة كبتها لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث آثار نفسية جسيمة تترجم إلى أعمال عنيفة أو عقد نفسية في المستقبل‏ ، حيث يحرر البكاء الجسم من شحنته السالبة.

وبالرغم من أهمية الدموع كمفرغ ضروى للضغوط إلا أننا مازلنا نعتبرها عيباً ، فينشأ الطفل علي أن ذرف الدموع منافي لمعاني الرجولة ويربي على مقولة : "لا تبكي فالدموع ليست من شيم الرجال" ، أما المرأة الشرقية تجبر أحياناً على حبس دموعها حتى لا تظهر فريسة ولا تكن من المستضعفات ، ولكن سرعان ما تكشف المرأة أهمية الدموع بل تجدها سلاحاً فتاكاً وليس وسيلة للاستعطاف ، بل وتجدها أعظم وسيلة تمتلكها حواء ولا تكون قوية إلا عندما تتسلح بدموعها ، ولم يخطيء الفلاسفة عندما قالوا : تبتسم المرأة عندما تستطيع ولكنها تبكي عندما تريد.

سر شبابك وحيويتك

كما أشارت أحد الدراسات الأمريكية لجامعة كاليفورنيا التى أجريت على 300 رجل وامرأة إلى أن الدموع تنظف وتطهر العين من البكتيريا والجراثيم المعلقة بها.

والبكاء بصفة عامة يساعد في تخليص الجسم من السموم ويخفض من الضغط العصبي الواقع عليه ، وأكدت الدراسة أن كبت المشاعر وحبس الدموع تسبب التسمم بسبب انحباس المواد والمركبات المؤذية داخل الجسم مشيرة إلى أن هذا يفسر تمتع المرأة بصحة أفضل من الرجل لأنها تتخلص من سموم جسمها عن طريق دموعها وذلك لطبيعتها التي تجعلها أكثر استعداداً للبكاء من الرجل ، لذلك فأن المرأة تعيش أطول من الرجل لأنها تتخلص من سموم جسمها فوراً بالدموع.‏‏

ويؤكد الأطباء أن سر شباب المرأة في " دموعها " فهي سر احتفاظها برونقها وجمالها ، فالدموع تخرج مما يكمن في الذهن من حاجات وأسرار وقد يصعب تحليلها في بعض الأحيان ، وكبتها يضاعف من حجم التوتر النفسي ، مما يؤدى إلي الإصابة بالصداع المزمن وارتفاع ضغط الدم وربما قرحة المعدة وأمراض القلب .

النساء أكثر استعداداً






خصوصية دموع المرأة مازالت لغزاً محيراً للعلماء حيث أشارت دراسة أجرتها المنظمة الألمانية لطب العيون إلى أن النساء يبكين أكثر كثيراً من الرجال ويملكن قدرة أقل علي ضبط النفس ، فبينما تبكي النساء من 30 : 64 مرة سنوياً نجد الرجل يفعلها من 6 :17 مرة فقط وهو فارق لا يظهر إلا في مرحلة المراهقة وبينما يدمع الرجال بمعدل 2 :4 دقائق نجد ان المرأة تمد وقت البكاء إلي 6 دقائق وان النساء يجهشن بالبكاء بنسبة 65% مقابل 6% للرجال..

وعن النسب المتفاوتة تقول د. اليزابيث ميسمر بعيادة طب العيون بجامعة "لودفيغ ماكسيميليان" بميونخ: إن دموع المرأة تستمر لفترة أطول ولها طابع أكثر دراماتيكية ويمكن أن تفطر القلوب أكثر، والمرأة تذرف الدموع غالبا حين تشعر أنها ليست علي ما يرام وحين تواجه خلافات يصعب حلها أو حين تتذكر أحداثاً من الماضي وفي المقابل فإن الرجل يبكي في اغلب الأحيان تعاطفا أو في حال فشل علاقة ما لكن وظيفة الدموع تبقي غامضة.

وحللت د.داليا الشيمي مدير مركز "عين علي بكرة" للمساندة النفسية والتنمية الأسرية بحسب جريدة "الجمهورية" قائلة : "لو أجريت مثل هذه الدراسات بالشرق لحققت النساء نسبة أعلي من هذا البكاء في حين تقل نسبة الرجال وذلك لأن التربية الشرقية تؤكد دائماً أن البكاء ضعف وتشبه بالنساء ولأن المرأة اعتادت علي اكتساب التأييد والدعم من ضعفها الباكي خاصة أن إحساسها بأنها قليلة الحيلة يجعلها لديها القدرة في البحث عن وسيلة للتعبير تحميها من الدخول في أمراض الجنون ، فالبكاء طريقة مثالية للتخلص من الضغوط خاصة انه دائماً ما يصاحبها شكوى لدي المرأة عكس الرجل الذي تقابله مشكلة فيتقوقع مما يرهقه نفسياً..

وأضافت د.داليا : أن المرأة تبكي وتشكو أحيانا كثيرة فقط لمجرد الفضفضة وخاصة أن المجتمع يتعاطف معها ولا يمنعها من البكاء لدرجة أن بالريف مثلا يقولون "الشكوي بألف رقوة" أي إنها وسيلة لإبعاد العين ومنع الحسد ولهذا فبكاء المرأة ليس دائماً صدق ولكنه سلاح تؤثر به علي الآخر وأحياناً تستخدمه في غير محله فليس شرطاً أن تصاحبه مأساة حقيقية أيضا البكاء يصاحب أمراض الاكتئاب وهو أكثر لدي النساء كما أن علي رأس الباكيات المرأة الهستيرية شديدة الانفعال سواء بالإيجاب أوالسلب فهي دائمة الشعور بأنها مجروحة ، مؤكدة أن مرحلة المراهقة هي مرحلة تكوين الهوية وبداية "القولبة" وتشكيل الكتالوج التي تسير عليه الشخصية وهنا يظهر دور الأم فلا يجب أن نغرس في أولادنا أن هناك تضاد بين الرجولة والبكاء.

وعن وصف دموع المرأة بأنها "دموع التماسيح" تقول الدكتورة سهام علي شريف - أستاذ الصحة النفسية بجامعة حلوان - أنه دائماً ما تتهم دموع المرأة بأنها تشبه دموع التماسيح التى يتصف صاحبها بالخداع، ، لكن لا يعتبر هذا إتهام لها في شكله ومضمونه الكلي، لأن هناك البعض من النساء اللاتي يبكين لكي يستعطفن من أمامهن، لكن ليست في جميع حالاتها تكون دموعها دموع التماسيح، وإنما تكون دلالة عن الحزن والقهر والضعف، حيث لا تجد ما تعبر به عن ذلك سوى الدموع، فبكاء المرأة غالباً ما يأتي بسبب رقتها وإحساساتها العالية التي يفتقد إليها الرجل .

دموع الرجال






هذا لا يعنى أن الرجل يكبت مشاعره ولا يتأثر ولكن بكاءه يختلف من شخص لآخر وحسب المواقف التي يمر بها فهناك دموع صامتة يبكيها الرجل داخله ليجعل من حوله متماسكين خاصة عند فقدان شخص عزيز أو عند وداع شخص .

وهناك نوع آخر من دموع الرجال يذرفها آدم ولكن يجاهد ألا يظهرها عندما يكون في قمة ضعفه وانكساره فتدمع عيناه ، ويشير الخبراء إلى أن الرجل يمكن أن يبكي عندما يشعر بالندم على فقدان شيء مهم في حياته أما لحظات الفراق أو الوداع فدائما مليئة بالدموع سواء من الرجل أو المرأة فالوداع لحظة قليلة جدا لكنها تمر على الإنسان كفترة طويلة لا يستطيع تحملها وهي من أصعب اللحظات التي يعيشها الإنسان فمهما كانت قوته لا يستطيع أن يمنع دموعه من السقوط.

و سواء كان الإنسان رجلا أو امرأة يمكن أن يبكي خشية من الله تعالى لشعوره بالذنب أو عندما يدعو الله في صلواته فالرجل إنسان صاحب قلب ومشاعر مثل جميع مخلوقات الله فقد بكى سيدنا يعقوب من حزنه على ابنه يوسف عليهما السلام بعد أن غدر به أخوته ورموه في البئر فالدموع ليست ضعفا لأنها تعبر عن المشاعر داخل الإنسان وتخرج كل ما بداخله من أحاسيس تجاه من يحبهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق